بآية ما قيدتما ألسن الورى ... بذكري فيا ويح الكناني والكندي
فأين بياني أو فأين فصاحتي ... إذا لم أعد ذكر الأكارم أو أبدي
فيا خاطري وف الثناء حقوقه ... وصغه كما قالوا سوار على زند
ولا تلزمني بالتكاسل حجة ... تشبهها نار الحياء على خدي
ثكلت القوافي وهي أبناء خاطري ... وغيبها الإقحام عني في لحد
لئن لم أصغ زهر النجوم قلادة ... وآت ببدر التم واسطة العقد
إلى أن يقول السامعون لرفقتي ... نعم طار ذاك السقط عن ذلك الزند
أحيي برياها جناب ابن سالم ... فيقرع فيه الباب في زمن الورد وهي طويلة.
ومن مقطوعاته قوله (١) :
يا قمراً مطلعه أضلعي ... له سواد القلب فيها غسق
وربما استوقد نار الهوى ... فناب فيها لونها عن شفق
ملكتني في دولة من صباً ... وصدتني في شرك من حدق
عندي من حبك ما لو سرت ... في البحر منه شعلة لاحترق وقال:
قد كان لي قلب فلما فارقوا ... سوى جناحاً للغرام وطارا
وجرت سحائب للدموع فأوقدت ... بين الجوانح لوعة وأوارا
ومن العجائب أن فيض مدامعي ... ماء، ويثمر في ضلوعي نارا وشعره الرمل والقطر كثرة، فلنختمه بقوله:
قالوا وقد طال بي مدى خطئي ... ولم أزل في تجرمي ساهي:
(١) الإحاطة، الورقة: ١٧٥ وفيها أيضا القطعتان التاليتان والرسالة التي تتلوهما.