تبكي عليك خلائق أمنتها ... بالسلم وهي كأنها أنعام
عاملت وجه الله فيما رمته ... منها فلم يبعد عليك مرام
لو كنت تفدى أو تجار من الردى ... بذلت نفوس من لدنك كرام
لو كنت تمنع بالصوارم والقنا ... ما كان ركنك بالغلاب يرام
لكنه أمر الإله، وما لنا ... إلا رضى بالحكم واستسلام
والله قد كتب الفناء على الورى ... وقضاؤه جفت به الأقلام
نم في جوار الله مسروراً بما ... قدمت يوم تزلزل الأقدام
واعلم بأن سليل ملكك قد غدا ... في مستقر علاك وهو إمام
سر تكنف منه من خلفته ... ظل ظليل فهو ليس يضام
كنت الحسام وصرت في غمد الثرى ... ولنصر ملكك سل منه حسام
خلفت أمة أحمد لمحمد ... فقضت بسعد الأمة الأحكام
فهو الخليفة للورى في عهده ... ترعى العهود وتوصل الأرحام
أبقى رسومك كلها محفوظة ... لم ينتثر منها عليك نظام
العدل والشيم الكريمة والتقى ... والدار والألقاب والخدام
حسبي بأن أغشى ضريحك لائماً ... وأقول والدمع السفوح سجام
يا مدفن التقوى ويا مثوى الهدى ... مني عليك تحية وسلام
أخفيت من حزني عليك، وفي الحشا ... نار لها بين الضلوع ضرام
ولو أنني أديت حقك لم يكن ... لي بعد فقدك في الجود مقام
وإذا الفتى أدى الذي في وسعه ... وأتى بجهد، ما عليه ملام قال لسان الدين: وكتبت في بعض معاهده:
غبت فلا عين ولا مخبر ... ولا انتظار منك مرقوب
يا يوسف أنت لنا يوسف ... وكلنا في الحزن يعقوب