للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما أجراه، ما أجراه.

وتواجد رجل في مجلسه فقال: عجباً! كلنا في إنشاد الضالة سوا، فلم وجدت وحدك ألم الجوى وأنشد:

قد كتمت الحب حتى شفني ... وإذا ما كتم الداء قتل

بين عينيك علالات الكرى ... فدع النوم لربات الحجل ونظر يوماً إلى أقوام يبكون في مجلسه ويتواجدون فأنشد (١) :

ولو لم يهجني الظاعنون لهاجني ... حمائم ورق في الديار وقوع

تداعين فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح لم تقطر لهن دموع

وكيف أطيق العاذلين وذكرهم ... يؤرقني والعاذلون هجوع وقام رجل وتواجد فأنشد:

وما زال يشكو الشوق حتى كأنما ... تنفس من أحشائه وتكلما

ويبكي فأبكي رحمة لبكائه ... إذا ما بكى دمعاً بكيت له دما وأعجبه يوماً كلامه فأنشد:

تزدحم الألفاظ والمعاني ... على فؤادي وعلى لساني

تجري لي الأفكار في ميدان ... أزاحم النجم على مكان ووعظ المستضيء يوماً فقال: يا أمير المؤمنين، إن تكلمت خفت منك، وإن سكت خفت عليك، فأنا أقدم خوفي عليك، على خوفي منك، لمحبتي لدوام أيامك، إن قول القائل " اتق الله " خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم، وقال الحسن البصري: لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تبلغ المأمن


(١) الأبيات لذي الرمة، ديوانه: ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>