للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن سعيد، بعد ذكره الخلاف في (١) موسى هل هو لخمي صريح أو بالولاء، أو بربري، أو مولى لعبد العزيز بن مروان، ما صورته: وكان في عقبه نباهة في السلطنة، ولي ابنه عبد العزيز سلطنة الأندلس، وعبد الملك سلطنة المغرب الأقصى، وعبد الله سلطنة إفريقية، وذكر الحجاري (٢) أن أصله من وادي القرى بالحجاز، وأنّه خدم بني مروان بدمشق، وتنبه شأنه، فصرّفوه في ممالكهم إلى أن ولي إفريقية وما وراءها من المغرب في زمن الوليد بن عبد الملك، فدوّخ أقاصي المغرب، ودخل الأندلس من جبل موسى المنسوب إليه المجاور لسبتة، ودوّخ بلاد الأندلس، ثمّ أوفده الوليد إلى الشام، فوافق مرضه ثمّ موته وخلافة أخيه سليمان، فعذبه واستصفى أمواله، وآل أمره إلى أن وجّهه إلى قومه بوادي القرى لعلهم يعطفون عليه ويؤدون عنه، فمات بها، وقد نصّ ابن بشكوال على أنّه مات بوادي القرى.

أمّا معارفه السلطانة فيكفيه ولاية ما خلف مصر إلى البحر المحيط بين بري البربر والأندلس.

وأما الأدبية فقد جاءت عنه بلاغة في النثر والنظم تدخله - مع نزاراتها - في أصحاب در الكلام. وذكر ابن بشكوال أنّه من التابعين الذين رووا الحديث، وأن روايته عن تميم الداريّ، وذكره في كتب الأئمة من الصنفين أنبه وأوعب من أن يخصّص بذكره واحد منهم، وهو غرة التواريخ الأندلسية، وذكره إلى الآن جديد في ألسن الخاصة والعامة من أهلها.

ومن مسهب الحجاري: كان قد جمع - رحمه الله - من خلال الخير ما أعانه الله سبحانه به على ما بنى له من المجد المشيّد، والذكر الشهير المخلد، الذي لا يبليه الليل والنهار، ولا يعفّى جديده بلى الأعصار، إلا أنّه كان يغلب عليه ما لا يكاد رئيسٌ يسلم منه، وهو الحقد والحسد، والمنافسة لا تخلو


(١) ك: في أن.
(٢) ق: قال بعضهم؛ ط ج: وقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>