ثم صير الله تعالى ملكه إليكم وأنتم من أنتم ذاتاً و؛ وقبيلاً فقد قرت يا مولاي عين العبد بما رأت في هذا الوطن المراكشي من وفور حشودكم وكثرة جنودكم وترادف أموالكم وعددكم زادكم الله تعالى من فضله؛ ولا شك عند عاقل أنكم إن انحلت عروة تأميلكم، وأعرضتم عن ذلك الوطن، استولت عليه يد عدوه.
" وقد علم تطارحي بين الملوك الكرام الذين خضعت لهم التيجان، وتعلقي بثوب الملك الصالح والد الملوك الكرام مولاي والدكم، وشهرة حرمة شالة معروفة، وحاش لله أن يضيعها أهل الأندلس، وما توسل إليهم قط بها إلا الآن، وما يجهلون اغتنام هذه الفضيلة الغريبة، وأملي منكم أن يتعين من بين أيديكم خديم بكتاب كريم، يتضمن الشفاعة في رد ما أخذ لي، ويخبر بمثواي متراميا " على قبر والدكم ويقرر ما ألزمكم بسبب هذا الترامي من الضرورة المهمة والوظيفة الكبيرة عليكم وعلى قبيلكم حيث كانوا، وتطلبون منه عادة المكارمة بحل هذه العقدة، ومن المعلوم أني لو طلبت بهذه الوسائل من صلب....ما وسعهم بالنظر العقلي إلا حفظ الوجه مع هذا القبيل وهذا الوطن، فالحياء والحشمة يأبيان العذر عن هذا في كل ملة ونحلة.
" وإذا تم هذا الغرض ولا شك في إتمامه بالله تعالى تقع صدقتكم على القبر الكريم بي وتعينوني لخدمة هذا المولى وزيارته وتفقده، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المولد في جواره وبين يديه وهوغريب (١) مناسب لبركم به إلى أن أحج بيت الله بعناية مقامكم، وأعود داعياً مثنياً مستدعياً للشكر والثناء من أهل المشرق والمغرب، وأتعوض من ذمتي بالأندلس ذمة بهذا الرباط المبارك يرثها ذريتي، وقد ساومت في شيء من ذلك منتظراً ثمنه مما يباع بالأندلس بشفاعتكم، ولوظننت أنهم يتوقفون لكم في مثل هذا أو يتوقع فيه وحشة أو جفاء والله ما طلبته، لكنهم أسرى وأفضل، وانقطاعي أيضاً لوالدكم مما لا يسمع مجدكم إلا عمل ما يليق بكم فيه، وها أنا أرتقب جوابكم بما لي عندكم