للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف بابن البربري، وكان ممن يمدح الملوك والكبراء:

لبابك أم الآملون ويمموا ... وفي ساحتي رحماك حطوا وخيموا

ومن راحتي كفيك جدواك تنهمي ... فتروى عطاش من نداك وتنعم

وأنت لما راموه كعبة حجهم ... إذا شاهدوا مرآك لبوا وأحرموا

يطوفون سبعاً حول بابك عندما ... يلوح لهم ذاك المقام المعظم

فيمناك يمن للرعايا ومنة ... ويسراك يسر للعفاة ومغنم

ولقياك بشر للنفوس وجنة ... ترن بها ورق المنى وترنم

فيا واحد الأزمان علماً ومنصباً ... ويا من به الدنيا تروق وتبسم

ومن وجهه كالبدر يشرق نوره ... ومن جوده كالغيث بل هو أكرم

ومن ذكره كالمسك فض ختامه ... وكالشمس نوراً بشره المتوسم

لقد حزت فضل السبق غير منازع ... فأنت على أهل السباق مقدم

حويت من العلياء كل كريمة ... بها الروض يندى والربى تتبسم

وباهيت أقلام الأنام براعة ... فلا قلم إلا يراعك يخدم

إذا فاخر الأمجاد يوماً فإنما ... لمجدك في حال الفخار يسلم

وإن سكتوا كنت البليغ لديهم ... تعبر عن سر العلا وتترجم ومنها:

فيا صاحبي نجواي عوجا برامة ... على ربعه حيث الندى والتكرم

وقولا له عبد ببابك يرتجي ... قضاء لبانات لديك تتمم

فليس له إلا علاك وسيلة ... ولا شيْ أسمى من علاك وأعظم

فجد بالذي يرجوه منك فما له ... كعقد ثمين من ثنائك ينظم

بقيت ونجم السعد عندك طالع ... يضيء له بدر وتشرق أنجم توفي المذكور بالطاعون عام خمسين وسبعمائة؛ انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>