للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها لجة تزخر، فانفسح مجال درسه، وأثمرت أنواع غرسه، فركض ما شاء ومرح، ودون وشرح، إلى شمائل يملك الظرف زمامها، ودعابة راشت الحلاوة سهامها، ولما أخذ المسلمون في منازلة الجبل وحصاره، وأصابوا الكفر منه بجارحة إبصاره، ورموا بالثكل فيه نازح أمصاره، كان ممن انتدب وتطوع، ومسع النداء فأهطع، فلازمه إلى أن نفذ لأهله القوت، وبلغ من فسحة الأجل الموقوت، فأقام الصلاة بمحرابه، وحياه وقد غير محياه طول اغترابه، وبادره الطاغية قبل أن يستقر نصل الإسام في قرابه، أويعلق أصل الدين في ترابه، وانتدب إلى الحصار ربه وتدرع، ودعاه أجله فلبى وأسرع، ولما هدر عليه الفنيق، وركع إلى قبلة المنجنيق، أصيب بحجر دوم عليه كالجارح المحلق، وانقض إليه انقضاض البارق المتألق، فاقتنصه واختطفه، وعمد إلى زهره فاقتطفه، فمضى إلى الله تعالى طوع نيته، وصحبته غرابة المنازع حتى في أمنيته؛ انتهى.

وقد جود ترجمته في " الإحاطة " (١) وقال: إنه ألف كتباً منها شرح تسهيل الفوائد لابن مالك، مبدع تنافس الناس فيه، وكتاب الغرة الطالعة في شعراء المائة السابعة، وكتاب إنشاد الضوال وإرشاد السؤال في لحن العامة، وهومفيد، وكتاب " قوت المقيم " (٢) ودون ترسيل أبي المطرف ابن عميرة وضمه في سفرين، وله جزء في الفرائض، وحدثني شيخنا الشريف القاضي أبوالقاسم قال: خاطبت ابن هانئ بقصيدة من نظمي أولها:

هات الحديث عن الركب الذي شخصا ... فأجابني بقصيدة على رويها، أولها:

لولا مشيب بفودي للفؤاد عصى ... أنضيت في مهمه التشبيب لي قلصا


(١) ترجمته في الورقة: ٦٠ وقد نقل فيها ما قاله في الإكليل.
(٢) وكتاب.... المقيم: سقط هذا من الإحاطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>