للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوجا نجاري الغيث في سقي الحمى ... حتى يرى كيف انسكاب الماء

ونسن في سقي المنازل سنة ... نمضي بها حكماً على الظرفاء

يا منزلاً نشطت إليه عبرتي ... حتى تبسم زهره لبكائي

ما كنت قبل مزار ربعك عالماً ... أن المدامع أصدق الأنواء

يا ليت شعري، والزمان تنقل ... والدهر ناسخ شدة برخاء

هل نلتقي في روضة موشية ... خفاقة الأغصان والأفياء

وننال فيها من تألفنا ولو ... ما فيه سخنة أعين الرقباء

في حيث أتلعت الغصون سوالفاً ... قد قلدت بلآلئ الأنداء

وبدت ثغور الياسمين فقبلت ... عني عذار الآسة الميساء

والورد في شط الخليج كأنه ... رمد ألم بمقلة زرقاء

وكأن غض الزهر في خضر الربى ... زهر النجوم تلوح بالخضراء

وكأنما جاء النسيم مبشراً ... للروض يخبره بطول بقاء

فكساه خلعة طيبه ورمى له ... بدراهم الأزهار رمي سخاء

وكأنما احتققر الصنيع فبادرت ... للعذر عنه نغمة الورقاء

والغصن يرقص في حلى أوراقه ... كالخود في موشية خضراء

وافتر ثغر الأقحوان بما رأى ... طرباً وقهقه منه جري الماء

أفديه من أنس تصرم فانقضى ... فكأنه قد كان في الإغفاء

لم يبق منه غير ذكرى أو منىً ... وكلاهما سبب لطول عناء

أو رقعة من صاحب هي تحفة ... إن الرقاع لتحفة النبهاء

كبطاقة الوشقي إذ حيا بها ... إن الكتاب تحية الخلطاء

ما كنت ادري قبل فض ختامها ... أن البطائق أكؤس الصهباء

حتى ثنيت معاطفي طرباً بها ... وجررت أذيالي من الخيلاء

فجعلت ذاك الطرس كأس مدامة ... وجعلت مهديه من الندماء

وعجبت من خل يعاطي خله ... كأساً وراء البحر والبيداء

<<  <  ج: ص:  >  >>