في إمام الأئمة، ونور الدياجي المدلهمة، والمثل السائر في بعد الصيت، وعلو الهمة، وقد أثبت من عيون قصائده، وأدبه الذي علق الإحسان في مصايده، كل وثيق المعنى، كريم المجنى جامع بين حصافة اللفظ ولطافة المعنى؛ انتهى.
والمذكور له ترجمة في هذا الكتاب في باب مشيخة لسان الدين فلنتراجع.
٦٣ - وقال في الإكليل في حق عمر بن علي بن غفرون الكلبي من أهل منتفريد (١) ما صورته: شيخ خدم، قام له الدهر فيها على قدم، وصاحب تعريض، ودهاء عريض، وفائز من الدول النصرية بأياد بيض، أصله من حصن منتفريد، خدم به الدولة النصرية عند انتزاء أهله، وكان ممن استنزلهم من حزنه إلى سهله، وحكم الأمر الغالبي في يافعه وكهله، فكسب حظوة أرضته، ووسيلة أرهفته وأمضته، حتى عظم جاهه وماله، وبسقت آماله، ثم دالت الدول، وتنكرت أيامه الأول، وتغلب من يجانسه، وشقي بمن كان ينافسه، فجف عوده، والتاثت سعوده، وهلك والخمول يظله، والدهر يقوته من صبابة حرث كان يستغله، وله شعر لم يتقنه النظر، ولا وضحت منه الغرر، توفي في ذي الحجة عام أربعة وأربعين وسبعمائة؛ انتهى.
٦٤ - وقال في الإكليل في حق قاسم بن محمد بن الجد الفهري المري ما صورته: هومن أئمة أهل الزمام، خليق برعي الذمام، ذوحظ كما تفتح زهر الكمام، وأخلاق أعذب من ماء الغمام، كان ببلده حاسباً، ودراً في لجة الإغفال راسباً، صحيح العمل، يلبس الطروس من براعته أسنى الحلل، قال يمدح السلطان:
أرى أوجه الأيام قد أشرقت بشرا ... فقل لي رعاك الله ما هذه البشرى
وما بال أنفاس الخزامى تعطرت ... فأرجت الأرجاء من نفحها عطرا
(١) ق: منقرير؛ ومنتفريد (Montefrio) تقع شمال مدينة لوشة واسمها القديم (Mons Frihidus) .