للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتضمن أمراً جزماً، ويشمل من أمور الملك عزماً، جعل فيه الأمر بضرب رقابهم، وسبي أسبابهم، ولما أكد على حامله في العجل، وضايقه في تقدير الأجل، تأنى حتى علم أنه قد وصل، وأن غرضه قد حصل، فر إلى تلمسان وهي بحال حصارها، فاتصل بأنصارها، حالاً بين أنوفها وأبصارها، وتعجب من فراره، وسوء اغتراره، ورجمت الظنون في آثاره، ثم وصلت الأخبار بتمام الحيلة، واستيلاء القتل على أعلام تلك القبيلة، فتركها شنيعة على الأيام، وعاراً في الأقاليم على حملة الأقلام، وأقام بتلمسان إلى أن حل مخنق حصرها، وأزيل هميان الضيقة عن خصرها، فلحق بالأندلس ولم يعدم براً، ورعياً مستمراً، حتى أتاه حمامه، وانصرمت أيامه؛ انتهى.

والمذكور ترجمه في " الإحاطة " (١) بقوله: صاحب العلامة بالمغرب، الكاتب الشهير البعيد الشأوفي اقتضاء الترة، المثل المضروب في الهمة، وقوة الصريمة، ونفاذ العزيمة.

حاله - كان نبيه البيت، شهير الأصالة، رفيع المكانة، على سجية غريبة من الوقار والانقباض والصمت، آخذاً بحظ من الطب (٢) ، حسن الخط، مليح الكتابة، قارضاً للشعر، تذهب نفسه فيه كل مذهب.

وصمته - فتك فتكة شهيرة أساءت الظن بجملة الأقلام على ممر الدهر، وانتقل إلى الأندلس بعد مشقة.

شعره - من شعره الذي يدل على بأوه، وانفساح خطاه في النفاسة وبعد شأوه، قوله:

العز ما ضربت عليه قبابي ... والفضل ما اشتملت عليه ثيابي


(١) انظر ج ١: ١٤٩، والإعلام بمن حل مراكش ١: ٣٧٣.
(٢) ق: الطلب؛ وأثبتنا ما في الإحاطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>