على ذي الود فيمن ود حتى ... يفارقه وإن أضحى رفيقه فراجعته بما نصه لما أسفلته من جزاء مصاعه، وكلت له بصاعه:
من استغضب من هذي الخليقه ... بمغضبة بإنكار خليقه
ولم يغضب فتيس أو حمار ... مجازاً لا، لعمري، بل حقيقه
بعثت بمرسل لك مع عتيقي ... فلم تطع الرسول ولا عتيقه
وطوقت السفير الذنب لما ... عجلت به ولم تبلعه ريقه
إمام جماعة وقريع تقوى ... ومبلغ حجة، وحفيظ سيقه (١)
فبؤت بها علآ الأيام داءً ... عضالاً لا تفيق عليه فيقه
وقد عارضت عذرك باعتراف ... فزدت مذمة تسم الطريقه
وهل بعد اعتراف من نزاع ... وهل بعد افتضال من وثيقه
ومن جهل الحقوق أطاع نفساً ... ببحر الجهل راسبة غريقه
ومنجى نيقة أمر بعيد ... إذا نصب المهندس منجنيقه فأمسك حينئذ وأقصر، وروى الأمر يطول فاختصر، إلا أنه نمي لي عنه قوله: إن دكان الوثيقة إن نافى الورع فبغير بلده، وأذهلته لذة لدده، عما هوبصدده، فارتهنت له أن أنصر الدعوى بما يسلمه المنصف المساهل، وينكره الأرعن الجاهل، وتشد به المنازل والمناهل، والمعالم والمجاهل، مستنداً إلى الحكم الشرعي، والسنن المرعي، والمشاهدة والحس، وشهادة الجن والإنس.
(١) السيقة: لعلها صورة اشتقاقية من السوق أو السياق بمعنى المهر الذي يساق لى المرأة في صداقتها؛ ومما يقرب هذا المعنى أن الرجل الذي وجهت إليه الأبيات من كتاب الوثائق.