للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرتقب مفتش ما تحت إزاره، يا من أمعن في خمر الهوى خف من إسكاره، يا من خالف مولى رقه توق من إنكاره، يا كلفاً بعارية ترد، يا مفتوناً بأنفاس تعد، يا معولاً على الإقامة والرحال تشد، كأني بك وقد أوثق الشد، وألصق بالوسادة الخد، والرجل تقبض والأخرى تمد، واللسان يقول {يا ليتنا نرد} (الأنعام: ٢٧) :

إنا إلى الله وإنا له ... ما أشغل الإنسان عن شانه

يرتاح للأثواب يزهى بها ... والخيط مغزول لأكفانه

ويخزن الفلس لوارثه ... مستنفداً مبلغ أكوانه

قوض عن الفاني رحال امرئ ... مد إليه عين عرانه

ما ثم إلا موقف زاهد ... قد وكل العدل بميزانه

مفرط يشقى بتفريطه ... ومحسن يجزى بحسانه يا هذا خفي عليك مرض اعتقادك فالتبس الشحم بالورم، جهلت قيم (١) المعادن فبعت الشبه بالذهب، فسد حس (٢) ذوقك فتفكهت بحنظله، أين حرصك من أجلك أين قولك من عملك يدركك الحياء من الطفل فتتحامى حمى الفاحشة في البيت بسببه، ثم تواقعها بعين خالق العين، ومقدر الكيف والأين، تالله ما فعل فعلك بمعبوده، من قطع بوجوده " ما يكون من نجوى ثلاثة - إلى عليم " المجادلة:٧ تعود عليك مساعي الجوارح التي سخرها لك بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فتبخل منها في سبيله بفلس، وأحد الأمرين لازم: إما التكذيب، وإما الحماقة، وجمعك بين الحالتين عجيب، يرزقك السنين العديدة من غير حق وجب لك، وتسيء الظن به في يوم؛ توجب الحق، وتعتذر بالغفلة، فما بال التمادي تعترف بالذنب فما


(١) ق: فيه، ولعلها " قيمة ".
(٢) ق: حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>