للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خراب دكانك وهدم بنيته، فإن خير الزاد التقوى، قال حسان (١) :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... وأبصرت بعد اليوم من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله ... ولم تترصد مثل ما كان أرصدا قال أبوالفرج ابن الطيب البغدادي (٢) في اغتنام الوقت في كتابه في السياسة والآراء الفاضلة: يجب أن تعيد وتمثل، فإن الفكر مضطرب متشوش بكثرة نوازع النفس واختلاف قواها، والعمى في بعض الأوقات، فإذا سنح لنفس وقت فاضل بصفاء جوهرها، وأبرمت قانوناً أوصورة متوسطة فاضلة، يجب أ، يقيد بذلك وقت سعد ربما لا يعاود أويعاود؛ انتهى.

٧٦ - ومن نثر لسان الدين رحمه الله تعالى ما كتب به على لسان سلطانه إلى شيخ الموحدين بتونس ابن تافراجين، يخبره بالتمحيص الجاري عليه، ونصه: من أمير المسلمين أيده الله ونصره، وأعلى أمره وأظهره، إلى ولينا في الله تعالى الذي له القدم الرفيع المناصب، والمجد السامي الذوائب، والسياسة التي أخبارها سمر الركبان وحد الركائب، الشيخ الجليل الكبير، الشهير الخطير، الهمام الأمضى، الرفيع الأعلى، الأمجد الأوحد، الأسعد الأصعد، الأوفى الظاهر الطاهر الفاضل الباسل الأرضى الأنقى المعظم الموقر المبرور، علم الأعلام، سلالة أكابر أصحاب الإمام، معيد دولة التوحيد إلى الانتظام، أبي محمد عبد الله ابن الشيخ الجليل الكبير الشهير الماجد الخطير الرفيع الأسعد


(١) كذا والمشهور أن هذين البيتين من قصيدة الأعشى التي نظمها في مدح الرسول وحالت قريش بينه وبين الوفادة عليه، ومطلعها " ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ".
(٢) أبو الفرج عبد الله بن الطيب عراقي فيلسوف اعتنى بشرح القديمة في المنطق والحكمة من تأليف أرسطو طاليس وكتب جالينوس الطبية (قيل توفي سنة ٤٣٥) ومن تلامذته ابن بطلان (القفطي: ٢٢٣، وابن أبي أصيبعة ١: ٢٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>