أبا زيان لما تم له الأمر، وهومشتمل على نظم ونثر، ونصه:
يا ابن الخلائف يا سميّ محمد ... يا من علاه ليس يحصر حاصر
أبشر فأنت مجدد الملك الذي ... لولاك أصبح وهو رسم دائر
من ذا يعاند منك وارثه الذي ... بسعوده فلك المشيئة دائر
ألقت إليك يد الخلافة أمرها ... إذ كنت أنت لها الولي الناصر
هذا وبينك لصريخ وبينها ... حرب مضرسة وبحر زاخر
من كان هذا الصنع أول أمره ... حسنت له العقبى وعز الآخر
مولاي عندي في علاك محبة ... والله يعلم ما تكن ضمائر
قلبي يحدثني بأنك جابر ... كسري، وحظي منك حظ وافر
بثرى جدودك قد حططت مثلما ... يلقي لملكك سيف أمرك عامر
فهو الولي لدى الذي اقتحم الردى ... وقضى العزيمة وهوسيف باتر
وولي جدك في الشدائد عندما ... خذلت علاه قبائل وعشائر
فاستهد منه النصح واعلم أنه ... في كل معضلة طبيب ماهر
إن كنت قد عجلت بعض مدائحي ... فهي الرياض، وللرياض بواكر مولانا، وعمدة ديننا ودنيانا، الذي سخر الله تعالى البر والبحر يأمره، وحكم فوق السموات السبع بعز نصره، وأغنى سعده عن سل السلاح وشهره، وفتق عن الصنع الجميل كمامة تسليمه وصبره، وقيض له في علم غيبه وزيراً مذخوراً لشد أزره، وقود الملك إليه على حال حصره، الخليفة الإمام، الذي استبشر به الإسلام، وخففت بعزه الأعلام، ولاح بدر محياه فاقتض الظلام، المقتدي بالنبي الكريم سميه في المراشد التي تألق منها الصبح، والمقاصد التي لازمها النجح، والتمحيص الذي نبع منه المنح، حتى