للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد فاز سالك جعل الل ... هـ إلى الله قصده ومأمه

من يبت من غرور دنيا بهم ... يلدغ القلب أكثر الله همه ثم أحال اللحن إلى لون التنويم، فأخذ كل في النعاس والتهويم، وأطال الجس في الثقيل، عاكفاً عكوف الضاحي في المقيل، فخاط عيون القوم، بخيوط النوم، وعمر بهم المراقد، كأنما أدار عليهم الفراقد، ثم انصرف، فما علم به أحد ولا عرف، ولما أفاق الرشيد جد في طلبه، فلم يعلم بمنقلبه، فأسف للفراق، وأمر بتخليد حكمه في بطون الأوراق، فهي إلى اليوم تتلى وتنقل، وتجلى القلوب بها وتصقل، والحمد لله رب العالمين انتهى.

قال فبالإحاطة بعد إيراد نبذة ما صورته: فهذا ما حضر من المنثور وحظه من الإجادة ضعيف، وغرضه كما شاء الله تعالى سخيف، لكن الله سبحانه بعبداه لطيف؛ انتهى.

١١٠ - ومما علق بحفظي من نثره قوله في تحليته لبعض أهل زمانه: هو إمام الفئة، وعين أعيان هذه المائة.

١١١ - وقوله في وصف فاس (١) : نعم العرين، لأسود بني مرين، ذات المشاد التي منها مطرح الجنة ومسجد الصابرين:

بلد أعارته الحمامة طوقها ... وكساه ريش جناحه الطاووس (٢)

فكأنما الأنهار فيه مدامة ... وكأن ساحات الديار كؤوس جمعت ما ولد سام وحام، وكثر الالتئام والالتحام، واشتد الزحام، إلى


(١) انظر مشاهدات لسان الدين: ١١٠ - ١١١ والمقري ينقل من حفظه فلذلك اختلف ما أورده عن النص الأصلي في عدة مواضع، لا حاجة للإشارة إليها.
(٢) مر البيتان والقول في نسبتهما في المجلد ١: ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>