للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبا مالك أنت نجل الملوك ... غيوث الندى وليوث النزال

ومثلك يرتاح للمكرمات ... وما لك بين الورى من مثال

عزيز بأنفسنا أن نرى ... ركابك مؤذنة بارتحال

وقد خبرت منك خلقاً كريماً ... أناف على درجات الكمال

وفازت لديك بساعات أنس ... كما زار في الليل طيف الخيال

ولولا تعللنا أننا ... نزورك فوق بساط الجلال

ونبلغ فيك الذي نبتغي ... وذاك على الله سهل المنال

لما فترت أنفس من أسى ... ولا برحت أدمع في انهمال

تلقتك حيث حللت (١) السعود ... وكان لك الله في كل حال وتوفي أبومالك المخاطب بهذا في بلاد الجريد سنة٧٥٠.

ومن نظم ابن الخطيب قوله لما أشرف على الحضرة المراكشية حاطها الله تعالى (٢) :

ماذا أحدث عن بحر سبحت به ... من البحار فلا إثم ولا حرج

دحاه مبتدع الأشياء مستوياً ... ما إن به درك كلا ولا درج

حتى إذا ما المنار الفرد لاح لنا ... صحت ابشري يا مطايا جاءك الفرج

قربت من عامر داراً ومنزلةً ... والشاهد العدل هذا الطيب والأرج وقال رحمه الله تعالى (٣) :

كأنا بتامسنا نجوس خلالها ... وممدودها في سيرنا ليس يقصر

مراكب في البحر المحيط تخبطت ... ولا جهة تدري ولا البر تبصر


(١) الأزهار: احتللت.
(٢) أزهار الرياض: ٢٦٥.
(٣) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>