للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلاقوا بي الأعداء في زحفهم ولا ... تبالوا بقرع الزرق والبيض والسمر

ولا تنكروا ستري لمقتل حاملي ... ففي اسمي كما شاهدتم أحرف الستر وله يهني السلطان أبا عنان أمير المؤمنين المريني بالإبلال من المرض:

مطالب إلا أنّهنّ مواهب ... قضى الله أن تقضى، فنعم المطالب

شفاء أمير المؤمنين وإنّه ... لأكرم من تحدى إليه الركائب

وكم قلت غاب البدر والشمس ضلةً ... ورانت على قلبي الهموم النواصب

ولم يغبا لكن شكا الضرّ فارس ... وأوحش منه مجلس الملك غائب

لك الله يا خير الملوك وخير من ... تحن له حتى العتاق الشوازب

وقل لمن وافى بشيراً نفوسنا ... فما هي إلا بعض ما أنت واهب

أقول لجرد الخيل قبّاً بطونها ... معقدة منها لحرب سباسب

طوالع من تحت العجاج كأنّها ... نعامٌ بكثبان الصّريم خواضب

محجّلة غرّاً كأنّ رعالها ... بحارٌ جرت فيها الصّبا والجنائب

من الأعوجيّات الصّوافن ترتمي ... إذا رجفت يوم القراع مقانب

هنيئاً فقد صحّ الإمام الذي به ... تفلّ السيوف المرهفات القواضب

ومستأصل الفلّ المغذ جياده ... لضرب كما ترغو الفحول الضوارب

ومن حطّم السمر الطوال كعوبها ... بطعن كما امتاح الركيّة شارب

وكرّ على أرض العدا بفوارسٍ ... كأنّهم في الحرب أسد غوالب

كأنّ رماح الخطّ أحسابهم، وما ... حوت من نفوس المعتدين مناقب

هم ما هم، حدّث عن البحر أو بني ... مرين فنهج القول أبلج لاحب

من البيت شادت قيس عيلان فخره ... فطالت معاليه وطابت مناسب

وأحيا له ملك الخليفة فارس ... مآثر غالتها اللّيالي الذواهب

<<  <  ج: ص:  >  >>