للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا قاتل الله الجفون فإنها ... مهما رمت لم تخط شاكلة الرمي

ظلمت قتيل الحبّ ثمّ تبيّنت ... للسّقم فيها فترة المتظلّم

يا ظبيةً سنحت بأكناف الحمى ... سقي الحمى صوب الغمام المسجم

ما ضرّ إذ أرسلت نظرة فاتك ... أن لو عطفت بنظرة المترحّم

فرأيت جسماً قد أصيب فؤاده ... من مقلتيك وأنت لم تتأثّمي

ولقد خشيت بأن يقاد بجرحه ... فوهبت لحظك ما أحلّك من دمي

كم خضت دونك من غمار مفازة ... لا تهتدي فيها الليوث لمجثم

والنجم يسري من دجاه بأدهمٍ ... رحب المقلّد بالثريّا ملجم

والبدر في صفح السماء كأنّه ... مرآة هند وسط لجّ ترتمي

والزهر زهر والسماء حديقة ... فتقت كمائم جنحها عن أنجم

والليل مربدّ الجوانح قد بدا ... فيه الصباح كغرة في أدهم

فكأنما فلق الصباح وقد بدا ... مرأى إبن نصر لاح للمتوسم

ملك أفاض على البسيطة عدله ... فالشاة لا تخشى اعتداء الضيغم

هو منتهى آمال كلّ موفق ... هو مورد الصادي وكنز المعدم

لاحت مناقبه كواكب أسعد ... فرأت ملامح نوره عين العمي

ولقد تراءى بأسه وسماحه ... فأتى الجلال من الجمال بتوأم

مثل الغمام وقد تضاحك برقه ... فأفاد بين تجهّم وتبسّم

أنسى سماحة حاتمٍ، وكذاك في ... يوم اللقاء ربيعة بن مكدّم

سير تسير النيّرات بهديها ... وتعير عرف الروض طيب تنسم

فالبدر دونك في علاً وإنارة ... والبحر دونك في ندى وتكرّم

ولك القباب الحمر ترفع للندى ... فترى العمائم تحتها كالأنجم

يذكى الكباء بها كأنّ دخانه ... قطع السحاب بجوّها المتغيّم

ولك العوالي السمر تشرع للعدى ... فتخرّ صرعى لليدين وللفم

<<  <  ج: ص:  >  >>