من عاذري منه فؤاداً صبا ... للامع البرق وخفق الرياح
يطير إن هبّ نسيم الصبّا ... تعيره الريح خفوق الرياح
ما أولع الصبّ بعهد الصّبا ... وهل على من قد صبا من جناح
فقلبه من شوقه في التهاب ... قد أحرق الأكباد منه الوجيب
والجفن منه سحبه في انسكاب ... قد روّض الخدّ بدمع سكيب
غرناطة ربع الهوى والمنى ... وقربها السؤل ونيل الوطر
وطيبها بالوصل لو أمكنا ... لم أقطع الليل بطول السهر
عمّا قريب حقّ فيها الهنا ... بيمن ذي العودة بعد السفر
ويحمد الناس نجاح الإياب ... بكل صنع مستجدّ غريب
ويكتب الفال على كلّ باب: ... {نصر من الله وفتح قريب}
ما لذة الأملاك إلاّ القنص ... لأنّه الفال بصيد العدا
كم شارد جرّع فيه لاغصص ... وأورد المحروب ورد الردى
وكم بذا الفحص لنا من حصص ... قد جمع البأس بها والندى
ومنها بعد أبيات من الوزن والروي:
مولاي مولاي، وأنت الذي ... جدّدت للأملاك عهد الجلال
والشمس والبدر من العوّذ ... لمّا رأت منك بديع الجمال
والروض في نعمته يغتذي ... بطيب ما قد حزته من خلال
بشراك بشراك بحسن المآبْ ... تستضحك الروض بثغر شنيب
ودمت محروس العلا والجناب ... بعصمة الله السميع المجيب انتهى ما انتقيته من كلام ابن زمرك من كتاب ابن الأحمر، رحمه الله