للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا حسرتا مرّ الصّبا وانقضى ... وأقبل الشيب يقص الأثر

واخجلتا والرحل قد قوّضا ... وما بقي في الخبر غير الخبر

وليتني لو كنت فيما مضى ... أدّخر الزاد لطول السّفر

قد حان من ركب التصابي إياب ... ورائد الرشد أطال المغيب

يا أكمه القلب بغين الحجاب ... كم ذا أناديك فلا تستجيب

" هل يحمل الزاد لدار الكريم " (١) ... والمصطفى الهادي شفيع مطاع

فجاهه ذخر الفقير العديم ... وحبّه زادي ونعم المتاع

والله سمّاه الرؤوف الرحيم ... فجاره المكفول ما إن يضاع

عسى شفيع الناس يوم الحساب ... وملجأ الخلق لرفع الكروب

يلحقني منه قبول مجاب ... يشفع لي في موبقات الذنوب

يا مصطفى والخلق رهن العدم ... والكون لم يفتق كمام الوجود

مزية أعطيتها في القدم ... بها على كلّ نبيّ تسود

مولدك المرقوم لمّا نجم ... أنجز للأمّة وعد السّعود

ناديت لو يسمح لي بالجواب ... شهر ربيع يا ربيع القلوب

أطلعت للهدي بغير احتجاب ... شمساً ولكن ما لها من غروب

٢ - ومن تلامذة لسان الدين رحمه الله تعالى، الطبيب العالم ابن المهنا شارح ألفية ابن سينا (٢) ، وشرحه عليها من أبدع الشروح، وقد نقل عن لسان الدين


(١) من قول الشاعر:
هل احتقبت الزاد اكففي ... هل يحمل الزاد لدار الكريم (٢) يعني أرجوزة ابن سينا في الطب، وأولها بعد التحميدات:
الطب حفظ صحة برء مرش ... من سبب في بدن منذ عرض (انظر قنواتي: مؤلفات ابن سينا: ١٧٢ وما بعدها) .

<<  <  ج: ص:  >  >>