للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلوح كباقي الوشم غيّره البلى ... وجادت عليه السحب وهي همول

فيا سعد مهلاً بالركاب لعلّنا ... نسائل ربعاً فالمحبّ سؤول

قف العيس ننظر نظرة تذهب الأسى ... ويشفى بها بين الضلوع غليل

وعرّج على الوادي المقدس بالحمى ... فطاب لديه مربع ومقيل

فيا حبّذا تلك الديار وحبّذا ... حديث بها للعاشقين طويل

دعوت لها سقي الحمى بعدما سرى ... وميض وعرف للنسيم عليل

وأرسلت دمعي للغمام مساجلاً ... فسال على الخدين منه مسيل

فأصبح ذاك الرّبع من بعد محله ... رياضاً بها الغصن المروح يميل

لئن حال رسم الدار عمّا عهدته ... فعهد الهوى في القلب ليس يحول

وممّا شجاني بعدما سكن الهوى ... بكاء حمامات لهنّ هديل

توسّدن فرع البان، والنجم ماثل ... وقد آن من جيش الظلام رحيل

فيا صاحبي دع عنك لومي فإنّه ... كلام على سمع المحبّ ثقيل

تقول: اصطباراً عن معاهدك الألى ... وهيهات صبري ما إليه سبيل

فلله عينا من رآني وللأسى ... غداة استقلّت بالخليط حمول

يطاول ليل التمّ مني مسهّد ... وقد بان عنّي منزل وخليل

فيا ليت شعري هل يعودنّ ما مضى ... وهل يسمحنّ الدهر وهو بخيل

وهل راجع عهد الحمى سقي الحمى ... وظلّ بعين الدمع فيه ظليل

وأيام أنس كم نعمنا بقربها ... وقد غاب عنّا حاسدٌ وعذول

حلفت بربّ الراقصات إلى منىً ... لهنّ إلى البيت العتيق ذميل

لجود أمير المسلمين محمد ... بكلّ مرام في الزّمان كفيل

مليك أتاه الله في الملك عزمةً ... يروع الأعادي بأسها ويهول

هو الملك المنصور والبطل الذي ... يهون عليه الخطب وهو جليل

<<  <  ج: ص:  >  >>