للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومرحاً انتقل مني إليه بعد السن:

سرق الدهر شبابي من يدي ... وفؤادي مشعر بالكمد

جملة الأمر إذا أبصرته ... باع ما أفقدني من ولدي وقد سبق هذان البيتان عند ذكر بعض نظم لسان الدين رحمه الله تعالى.

[علي وتعليقاته على الإحاطة]

وأمّا علي بن لسان الدين رحمه الله تعالى فهو شاعر البيت بعد أبيه النبيه، وكان مصاحباً للسلطان أحمد المريني المستنصر بالله ابن السلطان أبي سالم ابن السلطان أبي الحسن المريني، رحمهم الله تعالى.

وحكى بعضهم أنّه حضر معه في بستان، سحّ فيه ماء المذاكرة الهتّان، وقد أبدى الأصيل شواهد الاصفرار، وأزمع النهار لما قدم الليل على الفرار، فقال المستنصر لما لان جانبه، وسالت بين سرحات البستان جداوله ومذانبه:

يا فاس إنّي وأيم الله ذو شغف ... في كلّ ربع لهم مغناه يسبيني

وقد أنست بقرب منك يا أملي ... ونظرة فيكم بالأنس تحييني فأجابه أبو الحسن علي بن الخطيب، بقوله المصيب:

لا أوحش الله ربعاً أنت زائره ... يا بهجة الملك والدنيا مع الدين

يا أحمد الحمد، أبقاك الإله لنا ... فخر الملوك وسلطان السلاطين وقد رحل رحمه الله تعالى إلى مصر، ولم يحضرني الآن من أحواله بعد دخوله مصر ما أعوّل عليه، وقد كان وقف بالقاهرة على نسخة الإحاطة التي وجّهها أبوه إلى مصر ووقفها بخانقاه سعيد السعداء كما أشرنا إليه فيما مرّ، فكتب بالحواشي كتابات مفيدة، وقد ذكرنا بعضها فيما أسلفناه من هذا الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>