وكتب على قول أبيه وانقطع الآن خبرهما ما نصّه: هما الآن بإلبيرة من حلب، تحت إنعام ولطف، تحث إليهما الرواحل، وتضرب إليهما آباط النّجب.
رجع تكميل ترجمة الشمس ابن جابر من " الإحاطة ":
قال لسان الدين بعد ما مضى ما نصّه، وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه: محسوب من طلبتها الجلّة، ومعدود فيمن طلع بأفقها من الأهلّة، رحل إلى المشرق وقد أصيب ببصره، واستهان في جنب الاستفادة بمشقّة سفره، على بيان عذره، ووضوح ضره.
شعره - وشعره كثير، فمنه قوله:
سلوا حسن ذاك الخال في صفحة الخدّ ... متى رقموا بالمسك في ناعم الورد
وقولوا لذاك الثغر في ذلك اللّمى ... متى كان شأن الدرّ يوجد في الشهد
ومن هزّ غصن القدّ منها لفتنّي ... وأودعه رمانتي ذلك النهد
ومن متّع القضب اللّدان بوصفها ... إلى أن أعؤن الحسن من ذلك القد
فتاة تفتّ القلب مني بمقلة ... لها رقّة الغزلان في سطوة الأسد
تمنيت أن تهدي إليّ نهودها ... فقالت رأيت البدر يهداه أو يهدي
فقلت أللرّمّان بدّ من الجنى ... فتاهت وقالت: باللواحظ لا الأيدي
فقلت أليس القلب عندك حاصلاً ... فقالت قلوب الناس كلّهم عندي
فقلت اجعليني من عبيدك في الهوى ... فقالت كفاني كم لحسني من عبد
إذا شئت أن أرضاك عبداً فمت جوىً ... ولا تشتكي واصبر على ألم الصدّ
ألم تر أنّ النحل يحمل ضرّها ... لأجل الذي تجنيه من خالص الشهد
كذلك بذل النفس سهل لذي النّهى ... لما يكسب الإنسان من شرف الحمد
ألست ترى كفّ ابن جانة طالما ... أضاع كريم المال في طلب المجد