ويقال لي بشراك قد نلت المنى ... يا مغربي إلى متى تتغرب
هذا مقرّ الوحي هذا المصطفى ... هذا الذي أنواره لا تحجب
رد ورد طيبة واشف من ألم النوى ... قلباً على جمر الأسى يتقلب
كم ذا التواني عن زيارة مورد ... عذب المقام به ولذّ المشرب
منّا السلام على النّبيّ محمد ... ما أسفرت شمس وأشرق كوكب وقد سمي هذا الكتاب " بنظم الدرر في مدح سيد البشر " والورد العذب المعين في مولد سيّد الخلق أجمعين وليس هو بابن العطار المشرقي (١) الذي كان معاصراً لابن حجّة الحموي، فإن ذلك متأخر عن هذا، وهذا مغربيّ وذاك مشرقي، فلم يتفقا لا في زمان ولا في مكان، سوى اشتراكهما في الشهرة بابن العطار.
ووجدت على ظهر أول ورقة من بعد تسميته السابقة ما صورته: ممّا أنشأه الشيخ الفقيه القاضي العدل الأديب البارع أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن أبي بكر بن يوسف العطار، ورواية العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن أحمد ابن الأمين الأقشهري، قرأت هذا الكتاب وقصائده على حروف المعجم وقصيدتين غيرها على ناظمها القاضي المذكور قراءة ضبط وتصحيح ورواية مقابلة
(١) يعني بابن العطار المشرقي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي الدنيسري، وله في المدائح النبوية " عنوان السعادة " (الدرر الكامنة ١: ٢٨٧) .