للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبان المكرم سنة ست وتسعين وستمائة، ما عدا أربع قصائد اشتمل عليها، فإنّها تقدمت على إنشائه، أودعتها فيه، والله سبحانه المستعان، وذلك بمدينة الجزائر - جزائر بني مزغنة - من أقصى إفريقية من أرض متيجة، صانها الله تعالى؛ انتهى.

وثبت في آخره بخط بعض الأكابر ما نصّه: تأليف الفقيه العالم الأديب البارع أبي عبد الله محمد بن العطار الجزائري؛ انتهى.

وهو كتاب نفيس جمع فيه بين حسن النظم والنثر، فالله تعالى يجازي صاحبه أفضل الجزاء، بمنّه وكرمه.

ولا بأس أن نورد هنا من كلام أهل الأندلس بعض الأمداح النبوية زيادة على ما ذكر هنا فنقول: قال العارف بالله تعالى ابن العريف في كتاب " مطالع الأنوار ومنابع الأسرار ":

وحقّك يا محمّد إنّ قلبي ... يحبك قربة نحو الإله

جرت أمواه حبك في فؤادي ... فهام القلب في طيب المياه

فصرت أرى الأمور بعين حقّ ... وكنت أرى الأمور بعين ساهي

إذ شغف الفؤاد به وداداً ... فهل ينهاه عن ذكراه ناهي

يهيم بذكره ويحنّ شوقاً ... حنين المستهام إلى الملاهي

يخامره ارتياح منه حتى ... يقول أولو الجهالة: ذاك لاهي

وما هو حقّ فضل قد رآه ... فصار يجدّ في طلب الملاهي

فسوف ينال في الدنيا سروراً ... وفي الدار الأخيرة كلّ جاه

ويعطى ما تمنى من أمان ... كما قد حبّ محبوب الإله وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

يا عاذلي في طلابي ... دعني من العذل دعني

سأعمل العيس شوقاً ... بالعزم دون التأنّي

<<  <  ج: ص:  >  >>