لمّا حباه بأوفى ... صلاته في صلاته وقال:
يا ربّ بلّغ سلامي ... لأحمد ذي الشّفاعه
لخاتم الرّسل أعني ... إمام تلك الجماعه
لأبهر الخلق مجداً ... يحكي الصباح نصاعه
لمن صفات علاه ... تعجز أهل البراعه
لسيّد لسناه ... يزهى السنا واليراعه
لمرشد بهداه ... قد فاز عبد أطاعه
شمس النبوّة معط ... شمس السماء شعاعه
وناظم الحسن نظماً ... قد ضمّ منه شعاعه
وسرّ سرك يا من ... أرى العيون اطّلاعه
ومن حبا بذكاء ... خلاله وطباعه
ومدّ في كلّ فضل ... لصفوة الرسل باعه
فزده يا ربّ فخراً ... وزد محبّيه طاعه وقال أيضاً غيره:
لقد رفع الإله عن البرايا ... ببعث محمّد محن الصروف
أتى والناس في الآفاق نهب ... لسمر الخطّ أو بيض السيوف
فأنقذهم، ولولاه لكانوا ... لقىً بين الضلالة والحتوف
نبيّ لا يغلّ عليه إلاّ ... سخيف العقل ذو رأي مؤوف
كأغمار اليهود أو النصارى ... أو الفلكيّ أو كالفيلسوف
فبعض للتجاهل والتعامي ... وبعض للتحيّر والوقوف
زعانف لا يهلك لها رواء ... فإنّ الجهل مائحة الظروف