كم آية بالصدق كان ظهورها ... كم آية بالسّبق كان نزولها
وكفاك هذا الوحي فهو شهادة ... لمحمّد لزم العباد قبولها
جمع الإله المكرمات لأمّة ... هذا النبيّ الهاشميّ رسولها وقوله رحمه الله تعالى:
أيّ نور كشف الله به ... سدف الباطل عنّا أجمعين
ختم الله به أنواره ... عندما أكمل سنّ الأربعين
وأتانا بدليل بيّن ... عجزت عنه دواعي المدعين
فهو للناس جميعاً مرشد ... وهو بالله تعالى مستعين
تركت دعوته وهو الرضى ... سائر الخلق إليها مهطعين
فأعد أنباءه فهو منى ... أنفس القائل والمستمعين
والذي يهدي إلى شرعته ... فهو مجّاج من العذب المعين
والذي يرغب عن سنّته ... فهو من شيعة إبليس اللعين وقوله وهو كما قبله لزومي:
أصخ فلخير العالمين مناقب ... تدل على التمكين والشرف الأسرى
أتى والورى أسرى فكان غياثهم ... بنور سماء ينقلوه عن الإسرا
وعفّى رسوم الكافرين وأهلها ... فلا قيصر من بعد ذاك ولا كسرى
تقدّم كلّ العالمين إلى مدىً ... تظلّ به الأوهام ظالعة حسرى
وخصّ بتشريف على الناس كلهم ... ومن لم يقل هذا تقوّله قسرا
ترقّى إلى السبع الطباق ترقيّاً ... حقيقاً ولم يعبر سفيناً ولا جسرا
وبالجسم أسرى الله وهو دلالة ... يمحّلها من لا ييسّر لليسرى
فسبحان من أسرى إليه بعبده ... وبورك في الساري وبورك في المسرى
وكم عجب أوحى إلى عبده به ... فدونك تجميلاً ولا تطلب الفسرا