للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر له بإحسان جزيل (١) ، فكان هذا من أنبل ما يحكى عنه.

وخلع العالي سنة ثمانٍ وثلاثين، وولي ابن عمّه محمّد بن إدريس بن علي، وتلقّب بالمهدي، وتوفّي سنة أربع وأربعين.

وبويع إدريس بن حيى بن إدريس، ولقّب الموفق، ولم يخطب له بالخلافة وزحف إليه العالي إدريس المخلوع الممدوح بالقصيدة السابقة، وكان بقمارش، فدخل عليه مالقة، وأطلق أيدي عبيده عليها لحقده عليهم، ففرّ كثير منهم، وتوفّي العالي سنة ست أو سبع وأربعين.

وبويعمحمّد بن إدريس، ولقّب المستعلي، ثم سار إليه باديس بن حبّوس سنة تسع وأربعين وأربعمائة، فتغلّب على مالقة، وسار محمّد إلى المريّة مخلوعاً، ثم استدعاه أهل المغرب إلى مليلة [فأجاز إليهم] (٢) وبايعوه سنة ست وخمسين، وتوفّي سنة ستين.

وكان محمد بن القاسم بن حمّود لما اعتقل أبوه القاسم بمالقة سنة أربع عشرة فرّ من الاعتقال ولحق بالجزيرة الخضراء وملكها، وتلقّب بالمعتصم، إلى أن هلك سنة أربعين، ثم ملكها بعده ابنه القاسم الواثق، إلى أن هلك سنة خمسين، وصارت الجزيرة للمعتضد بن عبّاد، ومالقة لابن حبّوس مزاحماً لابن عبّاد.

وانقرضت دولة الأشراف الحمّوديين من الأندلس، بعد أن كانوا يدّعون الخلافة.

[خلافة المستظهر] (٣)

وأمّا قرطبة فإن أهلها لمّا قطعوا دعوة الحمّوديين بعد سبع سنين من ملكهم


(١) في نسخة: بمال جزيل.
(٢) زيادة من ابن خلدون وفي ق ط ج: إلى مليلة وجارت.
(٣) انظ الحلة السيراء ٢: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>