للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرحلتان، وبين قرطبة واليسّانة أربعون ميلاً، وبين قرطبة وقبرة ثلاثون ميلاً، وبين قرطبة وبيّانة مرحلتان، وبين قرطبة وإستجة ثلاثون ميلاً، وكورة رندة كانت في القديم من عمل قرطبة، ثم صارت من مملكة إشبيلية، وهي أقرب وأدخل في المملكة الإشبيلية، انتهى.

ثمّ قسم رحمه الله تعالى كتاب الحلّة الذهبية، في حلى الكورة القرطبية إلى خمسة كتب:

الكتاب الأول كتاب النّغم المطربة، في حلى حضرة قرطبة.

الكتاب الثاني كتاب الصّبيحة الغرّاء، في حلى حضرة الزهراء.

الكتاب الثالث كتاب البدائع الباهرة، في حلى حضرة الزاهرة.

الكتاب الرابع كتاب الوردة، في حلى مدينة شقندة.

الكتاب الخامس كتاب " الجرعة السّيّغة (١) ، في حلى كورة (٢) وزغة ".

وقال، رحمه الله تعالى، في كتاب النغم المطربة، في حلى حضرة قرطبة: إن حضرة قرطبة إحدى عرائس مملكتها، وفي اصطلاح الكتاب أن للعروس الكاملة الزينة منصّة، وهي مختصّة بما يتعلّق بذكر المدينة في نفسها، وتاجاً، وهو مختصّ الإيالة السلطانية، وسلكاً، وهو مختصّ بأصحاب درر الكلام من النّثّر والنّظّام، وحلّة، وهي مختصّة بأعلام العلماء المصنفين الذين ليس لهم نظم ولا نثر، ولا يجب إهمال تراجمهم، وأهداباً، وهي مختصّة بأصحاب فنون الهزل وما ينحو منحاه، انتهى.

ثمّ فصّل، رحمه الله تعالى، ذلك كلّه بما تعدّدت منه الأجزاء، وقد لخصت منه هنا بعض ما ذكر، ثمّ أردفته بكلام غيره، فأقول (٣) : قال في كتاب أجار (٤) :


(١) ج: المسوغة.
(٢) ق ط: قرية.
(٣) ق: فقلت ذكر ابن خلدون في كتاب أجار؛ وهو وهم كما ترى.
(٤) كتاب أجار هو نزهة المشتاق المعروف بجغرافية الإدريسي، وأجار هو رجار (Rujjiero) (روجر Roger) الذي ألف له الإدريسي الكتاب، وهو أحد ملوك صقلية النورمنديين، حسبما مر.

<<  <  ج: ص:  >  >>