للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا حبّذا عهدي القديم ... ومن به همت مسعدي

ريمٌ عن الوصل لا يريم ... مولّعٌ بالتودّد

ما تمّ إلاّ به النعيم ... طوعاً على رغم حسّدي

معتدل القدّ ذو نحافه ... أسقمني طرفه السقيم

ورام طرفي به انتصافه ... فخدّ في خدّه الكليم

غضّ الصّبا عاطر المقبّل ... أحلى من الأمن والأمل

ظامي الحشا مفعم المخلخل ... حلو اللّمى ساحر المقل

لكل من رامه توصّل ... لم يخش ردّاً بما فعل

أشكو فيبدي لي اعترافه ... إن حاد عن نهجه القويم

لا أعدم الدهر فيه رافه ... فحقّ لي فيه أن أهيم

لله عصرٌ لنا تقضّى ... بالسّدّ والمنبر البهيج

أرى ادّكاري إليه فرضا ... وشوقه دائماً يهيج

فكم خلعنا عليه غمضا ... وللصّبا مسرحٌ أريج

وردٌ أطال المنى ارتشافه ... حتى انقضى شربه الكريم

لله ما أسرع انحرافه ... وهكذا الدهر لا يديم

يا من يحثّ المطيّ غربا ... عرّج على حضرة الملوك

وانثر بها إن سفحت غربا ... من مدمع عاطل سلوك

واسمع إلى من أقام صبّا ... واحك صداه لا فضّ فوك

<<  <  ج: ص:  >  >>