كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس

القسم الأول - الباب الرابع - ج: 1 - ص: 499

وكأنّ نبع الماء من جنباتها ... والعين تنظر منه أحسن منظر

قضبٌ من البلّور أثمر فرعها ... لمّا انتهت باللؤلؤ المتحدّر وقال ابن صارة الأندلسي (١) يصف ماء بالرقة والصفاء (٢) :

والنّهر قد رقّت غلالة خصره ... وعليه من صبغ الأصيل طراز

تترقرق الأمواج فيه كأنّها ... عكن الخصور تهزها الأعجاز وما أحسن قول بعض الأدباء ولم يحضرني الآن اسمه (٣) :

والنّهر مكسوٌّ غلالة فضّةٍ ... فإذا جرى سيلاً فثوب نضار

وإذا استقام رأيت صفحة منصلٍ ... وإذا استدار رأيت عطف سوار وقال ابن حمديس المغربي يصف نهراً بالصفاء (٤) :

ومطّرد الأمواج يصقل متنه ... صباً أعلنت للعين ما في ضميره

جريح بأطراف الحصى كلّما جرى ... عليها شكا أوجاعه بخريره وهذا النهج متّسع، ولم نطل السير في هذه المهامه، وإنّما ذكرنا بعض كلام المغاربة ليتنبه به منتقصهم من سنة أوهامه، ولأن في أمرها عبرة لمن عقل، إذا أصدأ مرآة حسنها ولطالما كان لمتنها صقل.

---

(١) ابن صارة الأندلسي: أبو محمد عبد الله بن صارة الشنتريني (ويكتب أيضاً: سارة بالسين) سكن إشبيلية وتعيش فيها بالوراقة وتجول في بلاد الأندلس مادحاً (توفي سنة ٥١٧) . انظر ترجمته في الذخيرة، القسم الثالث: ٣٢٣ والمغرب ١: ٤١٩ والقلائد: ٢٦٠ والتكملة: ٨١٦ ومسالك الأبصار ١١: ٣٨٣ وأخبار وتراجم أندلسية: ١٥؛ وهذه الأبيات في المتطفات (الورقة: ٣٣) .
(٢) زاد في ك: يجري على الصفا.
(٣) المقتطفات (الورقة: ٣٣) .
(٤) ديوان ابن حمديس: ١٨٦ والمقتطفات (الورقة: ٣٣) .