للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لمح في تعض كلامه قول الشريف (١) من أبيات يصف فيها ما كان في الحيرة من منازل النعمان بن المنذر (٢) :

ما زلت أطّرق المنازل باللّوى ... حتى نزلت منازل النّعمان

بالحيرة البيضاء حيث تقابلت ... شمّ العماد عريضة الأعطان

شهدت بفضل الرّافعين قبابها ... ويبين بالبنيان فضل الباني

ما ينفع الماضين أن بقيت لهم ... خططٌ معمّرةٌ بعمرٍ فاني يقول فيها:

ولقد رأيت بدير هندٍ منزلاً ... ألماً من الضّرّاء والحدثان

يغضي كمستمع الهوان تغيّبت ... أنصاره وخلا من الأعوان

بالي المعالم أطرقت شرفاته ... إطراق منجذب القرينة عاني

أمقاصر الغزلان غيّرك البلى ... حتى غدوت مرابض الغزلان

وملاعب الإنس الجميع طوى الرّدى ... منهم فصرت ملاعب الجنّان ومنها:

مسكيّة النّفحات تحسب تربها ... برد الخليع معطّر الأردان

وكأنّما نسي التّجار لطيمةً ... جرت الرّياح بها على القيعان (٣)

ماء كجيب الدّرع يصقله الصّبا ... ويفي بدوحته (٤) النّسيم الواني

زفر الزّمان عليهم فتفرّقوا ... وجلوا عن الأوطار والأوطان


(١) يعني الشريف الرضي.
(٢) ديوان الشريف ٢: ٤٦٨.
(٣) ق ك والديوان: العقيان.
(٤) الديوان: ونقا يدرجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>