للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يخلي أفقي من أنوارك، فأراني منخرطاً في غير سلكه، ومنحطّاً إلى غير ملكه، لا جرم أنّه من استضاء بالهلال، غني عن الذّبال، ومن استنار بالصباح، ألقى (١) سنا المصباح، وتالله ما هزّت (٢) آمالي ذوائبها إلى سواك، ولا حدت أوطاري ركائبها إلى من عداك، ليكون فيّ أثر الوسميّ في الماحل، وعليّ جمال الحلي على العاطل، لسيادتك السنية، ورياستك الأولية، التي يقصر عنها لسان إفصاحي (٣) ، ويعيا في بعضها بياني وإيضاحي (٤) ، فالقراطيس عند بثّ مناقبك تفنى، والأقلام في رسم مآثرك تحفى، وما أمل المجدب، في حياة المخصب، ولا جذل المذنب، برضى المعتب، كأملي في التعزّز بحوزتك، والتجمّل بجملتك، والترفع بخدمتك، فالسعيد من نشأ في دولتك، وظهر في أمتك، واستضاء بعزتك، لقد فاز بالسبق من لحظته عين رعايتك، وكنفته حوزة (٥) حمايتك، فأنت الذي أمنت بعدله نوائب الأيام، وقويت بسلطانه دعائم الإسلام، تختال بك المعالي اختيال العروس، وتخضع لجلالك أعزة النفوس، سابقةٌ أشهر من الفجر، وفطنةٌ أنور من البدر، وهمة أنفذ (٦) من الدهر:

لقد فاز من أضحى بكم متمسّكاً ... يشدّ على (٧) تأميل عزّكم يدا

سلكت سبيل الفخر (٨) خلقاً مركباً ... وغيرك لا يأتيه إلا تجلّدا

فأنتم لواء الدين لا زال قيّماً ... بآرائكم في ظلمة الخطب يهتدى


(١) الذخيرة: ألغى.
(٢) الذخيرة: مدت.
(٣) الذخيرة: عن وصفها إفصاحي.
(٤) ويعيا.. إيضاحي لم يرد في الذخيرة.
(٥) الذخيرة: وكنفه حرز.
(٦) الذخيرة: أبعد.
(٧) الذخيرة: يمد إلى.
(٨) الذخيرة: الفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>