للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في كتاب (١) دلائل الأحكام أنّه لازم القراءة عليه إحدى عشرة سنة، آخرها سنة ٥٦٧.

وكان الشيخ أبو بكر القرطبي المذكور كثيراً ما ينشد مسنداً إلى أبي الخير الكاتب الواسطي:

جرى قلم القضاء بما يكون ... فسيّان التحرّك والسكون

جنون منك أن تسعى لرزق ... ويرزق في غشاوته الجنين وتوفّي القرطبي المذكور بالموصل يوم عيد الفطر سنة ٥٦٧، رحمه اله تعالى.

انتهى كلام ابن خلّكان ببعض اختصار.

٦٦ - ومنهم الوزير أبو عبد الله محمد، ابن الشيخ الأجلّ أبي الحسن ابن عبد ربه (٢) ، وهو من حفداء صاحب كتاب العقد المشهور. حدث الشيخ الأجل أبو عبد اله محمد بن علي اليحصبي القرموني رفيقه قال: اصطحبت معه في المركب من المغرب إلى الإسكندرية، فلمّا قربنا منها هاج علينا البحر، وأشفينا على الغرق، فلاح لنا ونحن على هذه الحال منار الإسكندرية، فسررنا برؤيته، وطمعنا في السلامة، فقال لي: لا بد أن أعمل في المنار شيئاً، فقلت له: أعلى مثل هذه الحال التي نحن فيها فقال: نعم، فقلت: فاصنع، فأطرق ثم عمل بديهاً:

لله درّ منار إسكندريّة كم ... يسمو إليه على بعدٍ من الحدق

من شامخ الأنف في عرنينه شممٌ ... كأنّه باهتٌ في دارة الأفق

يكسّر الموج منه جانبي رجلٍ ... مشمّر الذيل لا يخشى من الغرق

لا يبرح الدهر من وردٍ على سفنٍ ... ما بين مصطبحٍ منها ومغتبق


(١) ابن خلكان: في كتابه الذي سماه.
(٢) انظر الترجمة رقم: ٥٣ فيما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>