مداعبات، فسأل منه كتاباً إلى ابن منير بالوصية عليه، فكتب أبو الحكم:
أبا الحسين استمع مقال فتىً ... عوجل فيما يقول فارتجلا
هذا أبو الوحش جاء ممتدحاً ... للقوم فاهنأ به إذا وصلا
واتل عليهم بحسن شرحك ما ... أنقله من حديثه جملا
وخبّر القوم أنّه رجلٌ ... ما أبصر الناس مثله رجلا
تنوب عن وصفه شمائله ... لا يبتغي عاقلٌ به بدلا ومنها:
وهو على خفّةٍ به أبداً ... معترفٌ أنّه من الثّقلا
يمتّ بالثلب والرقاعة وال ... سّخف، وأمّا بغير ذاك فلا
إن أنت فاتحته لتخبر ما ... يصدر عنه فتحت منه خلا
فنبه عن حلّ خطة الخسف وال ... هون ورحّب به إذا رحلا
وأسقه السمّ إن ظفرت به ... وامزج له من لسانك العسلا وله أشياء مستملحة، منها مقصورة هزلية، ضاهى بها مقصورة ابن دريد، من جملتها:
وكلّ ملمومٍ فلا بدّ له ... من فرقةٍ لو ألزقوه بالغرا وله مرثية في عماد الدين زنكي بن آق سنقر الأتابكي، شاب فيها الجدّ بالهزل، والغالب على شعره الانطباع. وتوفّي ليلة الأربعاء رابع ذي القعدة سنة ٥٤٩، وقيل: في السنة التي قبلها، بدمشق، رحمه الله تعالى.
والقاضي ابن المرخّم المذكور هو الذي يقول فيه أبو القاسم هبة الله ابن الفضل الشاعر المعروف بابن القطان (١) :
(١) ابن القطان من شعراء الخريدة، كان شاعرا رقيقا مجودا غلب عليه الهجاء (توفي ٥٥٨) انظر ابن خلكان ٥: ١٠٤.