للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنزيل في الرسم، وهو من أشهر تلامذته، وحدّث عنه خلقٌ كثير، منهم خلف بن إبراهيم الطّليطلي.

قال أبو محمد عبيد الله الحجري: ذكر بعض الشيوخ أنّه لم يكن في عصر الحافظ أبي عمرو الدّاني ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه. وكان يقول: ما رأيت شيئاً قط إلاّ كتبته، ولا كتبته إلاّ حفظته، ولا حفظته فنسيته.

قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمّة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كلّه تواليف حساناً، وله معرفة بالحديث وطرقه وإعرابه (١) وأسماء رجاله، وكان حسن الخط والضبط، من أهل الحفظ والذكاء واليقين، وكان ديّناً فاضلاً ورعاً سنّياً.

وقال بعضهم، وأظنّه المغامي (٢) : كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب.

وقال بعض أهل مكة: إن أبا عمرو الدّاني مقرئ متقدّم، وإليه المنتهى في علم القراءات وإتقان القرآن، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات والرسم والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك، وله مائة وعشرون مصنّفاً، وروى عنه بالإجازة رجلان: أحمد بن محمد بن عبد الله الحولاني، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة، وكانت وفاته رحمه الله تعالى بدانية في نصف شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة.

٧٧ - ومنهم أبو محمد عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن أبي حبيب، الأندلسي (٣) ، من بيت علم ووزارة، صرف عمره في طلب العلم،


(١) وإعرابه: سقطت من ج ط ق.
(٢) انظر غاية النهاية ١: ٥٠٤، والمغامي هو محمد بن عتيق بن فرج المقرئ الطليطلي لقي أبا عمرو الداني وعليه اعتمد.
(٣) ترجمة ابن حبيب في التكملة: ٨٣٤ وهو شلبي الأصل؛ وقد ذكر أنه توفي في جمادى الآخرة سنة ٥٥١؛ وراجع أخبار وتراجم أندلسية: ٥٧ - ٥٨ حيث عرف به السلفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>