للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّاني النحوي (١) ، أخو أبي العابس ابن عيسى، سمع بدانية من أبي داود المقرئ وغيره، وقدم دمشق سنة ٥٥٤ حين خرج حاجّاً، واقرأ بدمشق النحو مدّة، ثم خرج إلى بغداد، وأقام بها إلى أن مات سنة ٦١٩، وولد سنة ٥١٢، وقدم مصر سنة ٥٧٢، وله من المصنّفات كتاب تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب ومن كلامه: ليست هيبة الشيخ لشيبه ولا لسنّه ولا لشخصه، ولكن لكمال عقله، والعقل هو المهاب، ولو رأيت شخصاً جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته، وقال: من جهل شيئاً عابه، ومن قصّر عن شيء هابه.

٩٢ - ومنهم القاضي الشهير محمد بن بشير، وهو محمد بن سعيد بن بشير ابن شراحيل، المعافري (٢) ، وقيل في آبائه غير ذلك كما يأتي، ولمّا أشير على الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بتقديم ابن بشير إلى خطّة القضاء بقرطبة وجّه إليه بباجة، فأقبل ولا يعلم ما دعي إليه، ونزل على صديق له من العبّاد (٣) ، فتحدث في شأن استدعائه، وقدّم أنّه يصرّف في الكتابة، فقال له العابد (٤) : ما أراه بعث فيك إلاّ للقضاء، فإن القاضي بقرطبة مات وهي الآن دون قاضٍ، فقال ابن بشير: فأنا أستشيرك في ذلك إن وقع، فقال: أسألك عن أشياء ثلاثة، وأعزم عليك أن تصدقني فيها، ثم أشير بعد ذلك عليك، فقال: ما هي فقال: كيف حبّك للأكل الطيب واللباس اللين وركوب الفاره فقال: والله لا أبالي ما رددت به جوعي وسترت به عورتي وحملت به


(١) ترجمته في بغية الوعاة: ٤٩ نقلا عن ابن عساكر وابن النجار؛ وفي الوافي ٣: ١٦٨.
(٢) ترجمته في قضاة قرطبة للخشني: ٤٧ والمرقبة العليا: ٤٧ - ٥٣ والذيل والتكملة ٦: الورقة ٧٧ (مخطوطة باريس) وفيه تفصيل للخلاف في اسمه ونسبه. والتكملة: ٣٥٥ وأغفله ابن الفرضي فلم يترجم له.
(٣) الخشني: فلما صار بسهلة المدور مال إلى صديق له كان بها من العباد فنزل عليه.
(٤) سقط من ق ما بين لفظتي " العباد " و " العابد " سهوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>