للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إشارة إلى الشكر على نعمة الإيجاد ويدلّ عليه قوله تعالى فيه {هو الذي خلقكم من طين..} الآية (١) . إشارة إلى الإيجاد الأوّل، وقال في السورة الثانية (الربع الثالث) {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} الآية (٢) ، إشارة إلى الشكر على نعمة الإبقاء، فإنّ الشرائع بها البقاء، ولولا شرع ينقاد له الخلق لاتّبع كلّ واحد هواه ولوقعت المنازعات في المشتبهات وأدى إلى التقاتل والتفاني، ثمّ قال في هذه السورة {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض} ، إشارة إلى نعمة الإيجاد الثاني، ويدل عليه قوله تعالى (وله الحمد في الآخرة) ، وقال في فاطر {الحمد لله فاطر السموات والأرض} (٣) الآية إشارة إلى نعمة الإبقاء ويدل عليه قوله تعالى {جاعل الملائكة رسلاً..} والملائكة بأجمعهم لايكونون رسلاً إلا يوم القيامة يرسلهم الله مسلِّمين كما قال تعالى {وتتلقّاهم الملائكة..} (٤) الآية. وقال تعالى عنهم {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} (٥) وفاتحة الكتاب (الربع الأول) لمّا اشتملت على ذكر النعمتين بقوله تعالى {الحمد لله رب العالمين} (٦) إشارة إلى النعمة العاجلة، وقوله {مالك يوم الدين} (٧) إشارة إلى النعمة الآجلة قرئت في الافتتاح وفي الاختتام)) (٨)

هذا وبالنظر إلى موضوعات هذه السورة الكريمة فإنّ افتتاحها بالحمد


(١) سورة الأنعام: الآية (٢) .
(٢) سورة الكهف: الآية (١) .
(٣) سورة فاطر: الآية (١) .
(٤) سورة الأنبياء: الآية (١٠٣) .
(٥) سورة الزمر: الآية (٧٣) .
(٦) سورة الفاتحة: الآية (٢) .
(٧) سورة الفاتحة: الآية (٤) .
(٨) التفسير الكبير للفخر الرازي: ج٢٥ ص ٢٣٨ – ٢٣٩.

<<  <   >  >>