للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: في وجه ختم الآية بصفتي (الحكيم الخبير)]

في وجه ختم هذه الآية الكريمة بهاتين الصفتين لله تبارك وتعالى أمران:

(أحدهما) الإيذان بأنّه سبحانه كما يستحقّ الحمد لأنه منعم في الدنيا والآخرة يستحقّه كذلك لأنّه جلّ شأنه منعوت بالكمال الاختياري (١) .

(ثانيهما) التتميم لمعنى كونه تعالى منعماً بأنّه عظيم الحكمة خبير بمواضع الاستحقاق والاستيجاب عالم بدقائق الأشياء وأسرارها، فهو بذلك الحقيق بالحمد دون غيره وبالعبادة دون سواه. ويكون المقصود من هذا التتميم بهاتين الصفتين من بعد استحماق وتقبيح الذين أقبلوا في شؤونهم على آلهة سوى الله، وهو سبحانه المتمكّن بتصرّفه بحكمته وخبرته (٢) .

وببيان هذه الحكمة في مجيء خاتمة الآية بهاتين الصفتين لله تعالى يتمّ الحديث حول هذا الموضع من مواضع الحمد. ولله الحمد والمنة.


(١) انظر: تفسير الآلوسي ج٢٢ ص ١٠٤.
(٢) انظر: تفسير الآلوسي ج٢٢ ص ١٠٤؛ التحرير والتنوير ج٢٢ ص ١٣٦ – ١٣٧.

<<  <   >  >>