للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تواضعهم في لباسهم، وأخفوا الكبر والحرص في صدورهم (١) ، وينتقد مجالس الذكر والقران ويراها غير لازمة إن كان لا يزيد بها الإيمان وينقص الفسق (٢) ويلح كثيراً على ضرورة الربط الوثيق بين العلم والعمل (٣) ويذم في أهل عصره تآلفهم على المداهنة، وركونهم إلى الظلمة، واخذ الأجعال على قضاء الحوائج (٤) . ويقول " إذا فجر العلماء وفسق القراء وسفك السلطان الدماء واخذ على الحكم والحاجة الرشاء، وافتخرت العامة بكسب الحرام، ول يغير الخاصة منكراً، فهناك وجب الفرار ووسع المريد الصمت وكان الموت تحفة لكل مؤمن (٥) ".

ونقطة هامة في الكتاب توضح لنا نظرة الصوفية إلى المرأة. فبعض الصوفية في الشرق قد حاولوا ان يبشروا بنوع من الرهبنة وعزفوا عن الزواج لأنه مشغلة. وهذه النزعة تجدها عند الصقلي ملطفة بعض الشيء، فهو يذم أهل زمانه لنهم تواطأوا على طاعة النساء، فورثهم ذلك ذهاب أموالهم في الباطل، فورثوا من ذلك ذهاب الغيرة لله عز وجل ولرسوله عليه السلام ولصحابة نبيه رضي الله عنهم، ولأعراض المؤمنين ولحرماتهم، فما ينتظر الناس بعد هذا إذا كان موجوداً في السلطان والقاضي والعالم والخاص والعام (٦) . وهو في الجزء الرابع من كتابه يخص المرأة بأقوال كثيرة فيحذر منها وكأنك تسمع منه تحذيراً من الإقدام على الزواج حين يقول: " إذا رأيتم النساء قد اجهدن أزواجهن في أربعة فأطاعوهن فإياكم والتأهل بالحرائر فان فتنهن يومئذ عظيمة: الحرير والحلي والخروج والخمر " (٧) كذلك يرى أن سلطان الشهوة مجعول مع المرأة وأنها أقوى قوة


(١) المصدر السابق: ١٣.
(٢) المصدر نفسه: ٢٢.
(٣) المصدر نفسه: ٤٥.
(٤) المصدر نفسه: ٥١.
(٥) الأنوار: ٧٠.
(٦) المصدر نفسه: ٥١.
(٧) المصدر نفسه: ٩٥.

<<  <   >  >>