للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - الصبغة الإسلامية في الدولة

وإذا كانت الصبغة الإسلامية الإدارية - خلا بعض الألقاب - وفقاً على المسلمين، فإن الصبغة الإسلامية عامة امتدت أيام النورمان إلى الكثير من نواحي الحياة، لأن الحضارة الإسلامية كانت غالبة على الجزيرة وفي ظلها نشأ رجار وخلفاؤه، فوجدوا أنفسهم يقتبسوها ويفيدون منها.

وقد وضحت هذه الصبغة في حياة البلاط نفسه، فتشبه رجار بملوك المسلمين في الاستكثار من الجنائب والحجاب والسلاحية والجاندارية وغير ذلك وخالف عادة الفرنج فإنهم لا يعرفون شيئاً منها (١) . وتصفه الوثائق العربية ويلقبه الإدريسي بالملك المعظم المعتز بالله المقتدر بقدرته (٢) وتلك كانت ألقاباً ثابتةً له وكانت علامته الحمد لله شكراً لأنعمه (٣) وفي زمنه - أو زمن خلفائه - استعملت المظلة التي كان يستعملها بنو عبيد وهي شبه درقة في رأس رمح محكم الصنعة، يمسكها فارس من الفرسان، يعرف فيقال له صاحب المظلة (٤) . وكان ابنه غليالم يتكلم العربية، ويحيط نفسه بحرس من المسلمين، وبلاطه مملوء بالخصيان والحجاب والجواري، ومضى غليالم الثاني على سنته يتخذ الفتيان المجابيب (٥) . وناظر مطبخه رجل من المسلمين وله جملة من العبيد السود المسلمين، وعليهم قائد منهم، ووزراؤه وحجابه الفتيان وجملة من أهل دولته مسلمون وكان كثير الاتخاذ للفتيان والجواري. ويتشبه في الانغماس في نعيم الملك وترتيب قوانينه ووضع أساليبه وتقسيم مراتب رجاله وتفخيم أبهة الملك وإظهار


(١) ابن الأثير ١٠/ ٦٨ والمكتبة: ٢٧٨.
(٢) نزهة المشتاق في المكتبة: ١٥.
(٣) ابن جبير: ٣٢٥ والمكتبة: ٨٤.
(٤) نبذة المحتاجة لابن حماد في المكتبة: ٣١٧.
(٥) ابن جبير: ٣٢٤ والمكتبة ٨٣.

<<  <   >  >>