للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخارج. ويحدثنا ابن أبي اصيبعة أن الطب بالمغرب ظهر عند ما قدم إليه إسحاق بن عمران أيام زيادة الله (١) ولعل زيادة الله المذكور هو الثاني (٢٤٩ - ٢٥٠ هـ؟) لأنا نعرف أن إسحاق عاش إلى عهد إبراهيم بن الأغلب إذ يذكر ابن أبي اصيبعة أيضاً ان إسحاق هذا ألف للعباس وكيل إبراهيم رسالة في علل القولنج وأنواعه وشرح أدويته (٢) . وربما كان هذا الوكيل المشار إليه هو العباس؟ وليس العباس؟ والى صقلية في أيام إبراهيم أو لعله العباس صاحب صقلية أيام محمد بن الأغلب قبل إبراهيم مباشرة.

ولا شك في أن الفاطميين، حين اتخذوا القاهرة عاصمة لهم، اجتذبوا إليها الأطباء، وحرموا صقلية وأفريقية جهود المشهورين منهم، وكان بلاط صاحب القاهرة يغري العلماء الصقليين أنفسهم بالهجرة من وطنهم. وهجرة المهندسين والفلكيين الصقليين إلى مصر شاهد على ذلك فقد كان المهندس الصقلي أبو محمد عبد الكريم يعمل في زمن الحاكم في رصد القاهرة ويحضر مع زملائه كل يوم في خدمته إلى أن أمر الحاكم بكسر الرصد وتفرق من حوله أهل الحساب والهندسة والتنجيم (٣) وفي وقت متأخر نجد ابن المعلم الصقلي الطبيب في مصر كما نجد صقلياً آخر بين من يتفحصون هذا الرصد وهو الفلكي الصقلي احمد بن مفرج الملقب بتلميذ ابن سابق وكان متصرفاً أيضاً في التنجيم (٤) .

أما في الجزيرة نفسها فالمصادر تخبرنا أن الكاتب أبا الفضل احمد بن دابق كان عالماً بالهندسة (٥) وأن أبا عبد الله محمد بن الحسن العوفي كان منجماً حاسباً (٦) وان أخاه عمر كان كاتبا منجماً مهندساً (٧) ويوصف


(١) ابن أبي اصبيعة ٢/ ٣٥.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المقريزي: الخطط في المكتبة الصقلية: ٦٦٩.
(٤) ابن ميسر ٢/ ٦٤ - ٦٥.
(٥) مجموعة الشعر الصقلي رقم ٧٤،١١٥.
(٦) الخريدة: ١١ الورقة ٤١ ومجموعة الشعر رقم ٣٢.
(٧) الخريدة: ١١ الورقة ٤٤ ومجموعة الشعر ٤١.

<<  <   >  >>