للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسر (١) ، وقصيدة للشيخ أبي الحسين بن الصبان المهدوي (٢) تدل على أنه كان في صقلية.

في هذا العصر انفصلت صقلية بتاريخها عن ممالك الإسلام وأصبحت أحداثها الداخلية التي لا تهم العالم الإسلامي غامضة، وأصبح الشعراء في بيئتهم منعزلين لا تربطهم روابط بالمسلمين توضح حالهم، ولولا أن ابن بشرون عاش في الجزيرة مدة وخصص من كتابه فصلا لشعرائها، ولولا أن العماد اطلع على هذا الكتاب لجهلنا ما نعرفه الآن عن حياة الشعر في صقلية النورمانية، فليس من الغريب أن لا نسمع من شعراء مسلمين في بلد غليالم الثاني أو فردريك الثاني وابنه منفريد فيما بعد، لأنه إن كان هناك شعراء حقاً فإنه لم يسعفهم الحظ بابن بشرون آخر يدون آثارهم فتخترق حدود الجزيرة إلى غيرها. وحتى القدر الذي أورده العماد عن ابن بشرون ليس كاملا في أجزائه لأن الأصبهاني حذف أكثر الشعر الذي وجده في مديح الكفار، وصرح بذلك في قوله " واقتصرت من القصيدتين على ما أوردته، لأنهما في مدح الكفار فما أثبته " (٣) ولدينا شاعر هو عبد الرحمن بن رمضان المالطي ويصفه ابن بشرون بأنه كان غزير الشعر، وأنه استنزف جهده في مدح رجار، ومع ذلك فليس هنالك في شعره الموجود شيء من مدائحه.

وهؤلاء الاثنا عشر شاعراً فيهم نحوى وفقيهان وأربعة غلب عليهم الشعر وخمسة كانوا كتاباً. ولا بد من الإشارة إلى غلبة النثر على المشهورين في هذا العصر والذي سبقه، وهذه حقيقة هامة لا تسعفنا المصادر كثيراً في تصور مظاهرها ونتائجها وعلاقتها بالشعر، ولا تمكننا من القول بأن صقلية في العصرين أنتجت نثراً خصباً يوازي نشاطها في الشعر، أما أولا فلأننا لا نعرف لها نثراً كثيراً


(١) المكتبة: ١٥٣ من المسالك.
(٢) الخريدة: ١١ الورقة ٥٨.
(٣) انظر الترجمة رقم ٧ ورقة ١٢.

<<  <   >  >>