وفي قطعة المغرب. ولعل العماد أغفله لقلة احتفال ذلك الشاعر بالمحسنات وهو تعليل لا يستقل بالإقناع. وكذلك لم يذكر العماد في هذه القطعة أبا العرب الصقلي مع أن ابن سعيد صرح بأنه من شعراء الدرة، وذلك لأن العماد عده من الأندلسيين.
ومع ما في اختيار العماد من نقص فقطعة الجريدة غير ما وصلنا من الشعر الصقلي من حيث الكثرة والتنوع. وقد أدرج أمارى قطعة الخريدة في المكتبة الصقلية ولكنه لم يذكر من الشعر الوارد فيها إلا قليل.
(ج) المغرب وفي الجزء الرابع منه (نسخة دار الكتب المصرية رقم ٢٧١٢ تاريخ) قطعة من صقلية تكون الكتاب الثاني من كتب شمال المغرب حسب ترتيب ابن سعيد واسمها (كتاب الألحان المسلية في حلى جزيرة صقلية) .
والكتاب مصدر (بمنصة) وصف فيها صقلية جغرافياً نقلاً عن رحلة لابن عبد ربه والشريف وابن حوقل، ويتلوها (التاج) وفيه ذكر فتحها، ثم ترجم للأمير تاج الدولة الكلبي نقلا عن ابن القطاع، وختم الفصل بذكر نهاية صقلية. ثم بدأ باختيار الشعر فذكر أبا القاسم عبد الله بن سليمان الكلبي فأشبه في بداءته المختصر، ثم اختلفا بعد ذلك لأن ابن سعيد رسم لنفسه تقسيمات عامة سار عليها في كل كتابه، فهو يقسم الناس إلى طبقات من كتاب وعمال وزهاد وشعراء ويختار لهم شعرا. وفي قسم الشعراء ذكر ابن الخياط الصقلي. ولما ترجم لابن حمديس لم يشر إلى انه ينقل ترجمته من الدرة كما فعل مع غيره، وأضاف إلى الصقليين اثنين متأخرين عاشا في أيام المنصور والمستنصر من بنى عبد المؤمن. وابن سعيد في اختياراته سريع يورد البيت والبيتين والمقطوعة ولا يهتم بالقصيدة، ولكنه كان أميناً فألزم نفسه الإشارة إلى الدرة في كل مرة نقل منها. وهذه القطعة من المغرب نشرها موريتز في العيد المئوي لميلاد ميشيل أمارى المجلد ١: ٢٩٣ - ٣٠٠.
ويلحق بهذه القطعة من عمل ابن سعيد قطعة أخرى أفرادها لصقلية في آخر كتابه (رايات المبرزين) الذي نشره الأستاذ غريسه غومس، وهو اختصار