للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواقع نجهل كل شيء عن التفسير والمفسرين، لأن المصادر لا تذكر شيئاً من ذلك خلا مرة واحدة جاء فيها ان محمد بن عبد الله المقرئ من أهل صقلية المقيمين بها، كان من أهل القران والتفسير (١) .

وربما لم يكن حظنا من المعلومات عن القراءات بأحسن كثيرا من حظنا فيما نعرفه عن الحديث ولكنه على أي حال خير من معلوماتنا عن التفسير. ونستطيع ان نطمئن إلى هذه الدراسات تكاد تكون من نصيب كل دارس للعلوم الإسلامية فالفقيه محدث مقرئ فرضى أصولى، والمقرئ لغوي نحوي محدث وهكذا. وإذا اتخذنا القيروان مثالا لصقلية استطعنا ان نحكم بان قراءة نافع هي التي كانت شائعة فيها فمنذ ان حل محمد بن عمر خيرون المعافري الأندلسي مدينة القيروان، وكان إماماً في هذه القراءة اخذ يقرئ الناس بها في مسجد هنالك عرف باسمه، وكان يأخذ أخذاً شديداً على مذهب المشيخة من أصحاب ورش، وقد روى القراءة عنه عامة أهل القيروان وسائر المغرب (٢) .

ونستطيع ان نلمس اثر مصر في توجيه للقراءات بصقلية، حقاً ربما كان المعافري الأندلسي ذا أثر في هذه الناحية ولكنا نرى محمد بن خراسان (توفي ٣٨٦) - وأبوه مولى بني الأغلب؟ يطلب العلم بمصر ويجمع إلى النحو معرفة بالقراءة ويتصدر للإقراء والحديث في صقلية، ومنه سمع بها يوسف بن أبي حبيب بن محمد وأبو الحسن غيلان ابن تميم الفزاري (٣) .

وفي عصر عبد الحق والسمنطاري كثر أهل القراءات في صقلية من الصقليين والغرباء، فكان من الصقليين عبد الله بن فرح المديني ومحمد بن إبراهيم الشامي المديني ومحمد بن علي الأزادي بن بنت العروق ومحمد بن عبد الله القتال (القناد؟) وهؤلاء جميعاً هم " شيوخ المدينة بصقلية والمقدمون


(١) القفطي: إنباه الرواة ٢/ ١٢١.
(٢) ابن الأبار: التكملة رقم ٣١٩.
(٣) المقفى للمقريزي في المكتبة الصقلية: ٦٦٥.

<<  <   >  >>