والشرب، ويجتمع فيه الشمل، ويظهر فيه فضل الغني على الفقير، وهو زمان الراحة كما أن الصيف زمان الكد ولذلك قالوا: من لم يغل دماغه صائفا لم تغل قدوره شاتيا، كما قيل:
وإن الذي لم يغل صيفا دماغه ... وجدّك لا تغلي شتاء قدوره
كذلك مقسوم المعايش في الورى ... بسعي ورعي تستبين أموره
ومدح بعض الدهاقين «١» الشتاء فقال: آكل فيه ما جمعت، واستمتع بما ادخرت، وأي شيء أحسن من كانوني في كانون، ومن لبس الخزّ والسمور، والقعود في الطوارم مع الأحباب، وتناول الدراج والكباب، والاستظهار على البرد بالشراب، والشرب على الثلج يثلج الصدر.
وقال بعض الكتّاب:
ليت الشتاء يعود لي بنعيمه ... إنّ الشتاء غنيمة الكتّاب
قصر النهار وطول ليل ممتع ... فيه نلذ بقينة وشراب
[باب ذم الشتاء]
أحسن ما قيل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إحذروا البرد فإنه قتل