في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه:«الدنيا حلوة خضراء فمن أخذها بحقها بورك له فيها»«١» .
وذكر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الدنيا فقال:«هي دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، وهي مسجد أحبّاء الله، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، وشوقت بسرورها الفاني إلى السرور الباقي، وحذرت ببلائها الماضي البلاء الغابر التالي، ترغيبا وترهيبا. فيا أيها الذام المغترّ بتغريرها، المنخدع لأباطيلها حتى غرتك، أبمصارع آبائك للبلا؛ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟»«٢» .
فهذا أحسن ما روي في مدحها. وقال ابن المعتز في رسالة له:
«الدنيا دار التأديب، والتعريف، ومضمار التهذيب والتثقيف، التي بمكروهها يوصل إلى محبوب الآخرة، وميدان الأعمال السابقة بأصحابها إلى الجنان، ودرجة الفوز التي يرقى فيها المتقرب إلى دار الخلد والرضوان، وهي الواعظة لمن عقل، والناصحة لمن قبل، وبساط