وقصر ملك ترى كلّ الجمال به ... وأسعد الدهر تبدو من جوانبه
كأنّه جنّة الفردوس قد نزلت ... إلى خوارزم تعجيلا لصاحبه
[باب ذم الدور والأبنية]
فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا ولم يضع لبنة على لبنة، وكان عليه السلام يقول:«إذا أراد الله بعبد سوءا جعل ماله في الطين والماء»«١» ، وعنه أيضا عليه السلام، أنه قال:«إذا أراد الله بعبد شرا أهلك ماله في اللبن والطين» .
وقال وهب بن منبه في الحديث القدسي: قال الله عز وجل:
«من استغنى بأموال الفقراء أفقرته، ومن تجبر على الضعفاء أذللته، ومن بنى بقوة الفقراء أعقبت بناءه الخراب» . وقال وهب بن الوردي: كان نوح عليه السلام اتخذ بيتا من خص فقيل له: لو بنيت بناء؟ فقال: هذا لمن يموت كثير. وقال ابن مسعود: يأتي بعدكم أقوام يرفعون الطين ويضعون الدين، ويمتطون البراذين، ويصلون إلى قبلتكم، ويموتون على غير ملتكم. وقيل ليزيد بن المهلب: لم لا تبني دارا بالبصرة؟ فقال: لأني لا أدخلها إلا أميرا أو أسيرا، فإن