كتب يوسف عليه السلام على باب السجن: هذه منازل البلاء، وتجربة الأصدقاء، وشماتة الأعداء، وقبور الأحياء.
وكتب بعض المحبوسين إلى صديق له: كتبت إليك من دار لست لها مالكا ولا مرتهنا ولا مكتريا، وليست بوقف عليّ، ولست فيها ضيفا ولا زائرا. فقال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
«١» كتبه من السجن.
وقال شاعر من المسجونين:
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها ... فلسنا من الأحياء فيها ولا الموتى
إذا جاءنا السجّان يوما لحاجة ... عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا
وقال عبد الملك بن عبد العزيز وكان في حبس الرشيد
ومحلة شمل المكاره أهلها ... وتقلدوا مشنوءة الأسماء
دار يهاب بها اللئام وتتّقى ... وتقلّ فيها هيبة الكرماء
ويقول علج ما أراد ولا ترى ... حرا يقول برقة وحياء
ويرق عن مس الملاحة وجهه ... فيصونه بالصمت والإغضاء