قال بعض السلف: نعم البيت بيت الحمّام، ينقي الأقذار، ويذكر النار. وذكر الحمّام عند الفضل الرقاشي فقال: نعم البيت بيت الحمام، يذهب القشافة، ويعقب النظافة، ويجشىء التخمة، ويطيب البشرة. وقلت في المبهج: الحمّام صيقل الأجسام، ونظام النظافة ودافع آفة القشافة. ولم يمدح الحمام كما مدحه السري حيث قال «١» :
بيت بنته حكماء الورى ... فهو إلى الحكمة منسوب
مجاور النار ولكنّه ... يجاور النار به الطيب
حرّ هو الروح لا جسامنا ... والحرّ للأجسام تعذيب «٢»
ولبعضهم: وقد دعا صديقا إلى الحمام وأظنه للسري أيضا:
أسعيد هل لك في زيارة منزل ... تثني عليه جوارح الزوّار
بيت ترى الجدران فيه منابعا ... وترى السماء كثيرة الأقمار «٣»